الفرق بين اضطرابات الغدة وسرطان الغدة الدرقية
محتويات المقال:
الفرق بين اضطرابات الغدة وسرطان الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في قاعدة العنق، وهي جزء من شبكة معقدة من الغدد تسمى بـ "نظام الغدد الصماء" المسؤول عن تنسيق العديد من أنشطة الجسم، وتقوم الغدة الدرقية بتصنيع الهرمونات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
يمكن أن تحدث العديد من اضطرابات الغدة الدرقية إما نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية، وهناك أربعة اضطرابات شائعة للغدة الدرقية هي مرض هاشيموتو، مرض جريفز، تضخم الغدة الدرقية وعقيدات الغدة الدرقية.
وتختلف الأعراض التي يعاني منها المصابون باضطراب الغدة الدرقية باختلاف الحالة، حسبما ذكر موقع "health line".
أما المصابين بسرطان الغدة الدرقية فنادرا ما يعانون من أعراض وقد لا تظهر لديهم أي أعرض على الإطلاق، وغالبا ما يتم تشخيص سرطانات الغدة الدرقية عن طريق الفحص الروتيني للرقبة أثناء الفحص البدني العام، كما يتم اكتشافه عن طريق الصدفة في الأشعة السينية أو غيرها من عمليات التصوير التي تم إجراؤها لأسباب أخرى.
وفيما يلي نوضح الفرق بين اضطرابات الغدة وسرطان الغدة الدرقية:
-
فرط نشاط الغدة الدرقية
في هذه الحالة يزداد إفراز الغدة الدرقية من الهرمون عن المعدل الطبيعي، ويصيب فرط نشاط الغدة الدرقية حوالي 1 في المائة من النساء، وهو أقل شيوعًا عند الرجال.
داء جريفز هو السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية، حيث يصيب حوالي 70 بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية، كما يمكن أن تتسبب عقيدات الغدة الدرقية - وهي حالة تسمى تضخم الغدة الدرقية السام أو تضخم الغدة الدرقية المتعدد العقيدات - في فرط نشاط الغدة الدرقية.
ويعاني المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية من الأعراض التالية:
- الأرق.
- العصبية.
- القلق.
- التهيج.
- زيادة التعرق.
- الرجفة.
- هشاشة الشعر والأظافر.
- ضعف العضلات.
- فقدان الوزن.
- انتفاخ العينين (في مرض جريفز).
تشخيص وعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية
يقيس اختبار الدم مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم، وتطلق الغدة النخامية هرمون منبه الغدة الدرقية لتحفيز الغدة الدرقية على إنتاج هرموناتها، ويشير ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية وانخفاض هرمون منبه الغدة الدرقية إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
قد يصف لك الطبيب اليود المشع عن طريق الفم أو كحقن، ثم يقيس مقدار ما تستهلكه الغدة الدرقية، حيث تستخدم الغدة الدرقية اليود لإنتاج هرموناتها، ولذلك فإن تناول الكثير من اليود المشع هو علامة على أن الغدة الدرقية مفرطة النشاط، فيما تمنع الأدوية مثل ميثيمازول (تابازول) الغدة الدرقية من إنتاج هرموناتها.
إذا لم تثبت الادوية فعاليتها، فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية.
قصور الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية هي حالة تعجز فيها الغدة الدرقية عن إنتاج ما يكفي من هرموناتها وغالبًا ما يحدث قصور الغدة الدرقية بسبب داء هاشيموتو، أو بعد إجراء جراحة استئصال الغدة الدرقية، أو فشل العلاج الإشعاعي.
ويعاني المصابون من قصور الغدة الدرقية من الأعراض التالية:
- الإعياء.
- جفاف الجلد.
- زيادة الحساسية للبرد.
- مشكلات الذاكرة.
- إمساك.
- الاكتئاب.
- زيادة الوزن.
- ضعف.
- بطء معدل ضربات القلب.
- غيبوبة.
تشخيص وعلاج قصور الغدة الدرقية
سيقوم الطبيب بإجراء اختبارات الدم لقياس هرمون منبه الغدة الدرقية وهرمون الغدة الدرقية، وقد يعني ارتفاع مستوى هرمون منبه الغدة الدرقية وانخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية إلى قصور الغدة الدرقية، ويمكن أن تشير هذه المستويات أيضًا إلى أن الغدة النخامية تطلق المزيد من هرمون منبه الغدة الدرقية في محاولة لتحفيز الغدة الدرقية على إنتاج هرمونها.
ويعد تناول حبوب هرمون الغدة الدرقية هو العلاج الرئيسي لقصور الغدة الدرقية، ومن المهم اتباع الجرعة التي وصفها الطبيب، حيث إن الإفراط في تناول هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يسبب أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.
سرطان الغدة الدرقية
تمثل سرطانات الغدة الدرقية حوالي 1٪ من الحالات التي يتم تشخيصها بالسرطان كل عام في الولايات المتحدة، ويظهر سرطان الغدة الدرقية في الغالب كعقدة درقية غير مؤلمة، محسوسة، ويكتشف المرضى أو الأطباء معظم هذه العقيدات أثناء التحسس الروتيني للرقبة.
تتضمن العلامات والأعراض المرتبطة بسرطان الغدة الدرقية ما يلي:
- العقيدات الانفرادية: من المرجح أن تكون خبيثة في المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا وفي المرضى الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.
- زيادة معدل الورم الخبيث لدى الذكور.
- النمو العقدي.
- النمو السريع للعقيدات.
- العقيدات الصلبة والثابتة.
تشخيص وعلاج سرطان الغدة الدرقية
مفتاح تشخيص أورام الغدة الدرقية هو التمييز بين الأورام الخبيثة والحميدة، وبالتالي تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى التدخل الطبي والمرضى الذين يحتاجون إلى مراقبة حالتهم فقط.
ويمكن تشخيص سرطان الغدة الدرقية عن طريق الفحص البدني، والتقييم المختبري، وخزعة الشفط بالإبرة الدقيقة، كما يمكن إجراء التصوير بالأشعة في حالات أخرى.
ويشمل فحص المرضى المشتبه في إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية ما يلي:
- فحص شامل للرأس والرقبة، بما في ذلك الغدة الدرقية وأنسجة العنق الرخوة.
- تنظير الحنجرة غير المباشر.
- خزعة الشفط بالإبرة الدقيقة: وهي أهم أداة تشخيصية في تقييم العقيدات الدرقية، ويمكن من خلالها التمييز بين أورام الغدة الدرقية الحميدة والخبيثة.
- الفحوصات المخبرية: يمكن من خلالها التحقق من تركيز الهرمون المنبه للغدة الدرقية في الدم، ومستويات الكالسيتونين المحفزة بالبنتاجاسترين في الدم، والتي تشير ارتفاع مستوياتها إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي.
- التصوير بالأشعة: ويشمل التصوير بالموجات فوق الصوتية للرقبة، والتصوير باليود المشع للغدة الدرقية، والتصوير المقطعي المحوسب للرقبة أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
ويمكن علاج معظم سرطانات الغدة الدرقية، خاصة إذا لم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، اما إذا كان السرطان لا يمكن علاجه، فقد يكون الهدف من العلاج هو إزالة أكبر قدر ممكن من السرطان أو تدميره أو إيقاف معدل نموه أو انتشاره أو عودة ظهوره لأطول فترة ممكنة، وفي بعض الأحيان يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض مثل الألم أو مشكلات التنفس والبلع.
عند اختيار خطة العلاج، تتضمن العوامل التي يجب مراعاتها نوع ومرحلة السرطان والصحة العامة للمريض، وفي كثير من الأحيان، هناك حاجة إلى أكثر من نوع واحد من العلاج.
يتم علاج معظم السرطانات عن طريق استئصال الغدة الدرقية، على الرغم من أن الأورام الصغيرة التي لم تنتشر خارج الغدة الدرقية يمكن علاجها عن طريق استئصال فص الغدة الدرقية المصاب، وإذا كان المريض مصاب بتضخم العقد الليمفاوية أو ظهرت عليها علامات انتشار السرطان، فسيتم إزالتها أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، اقترحت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من السرطانات الحليمية الدقيقة (سرطانات الغدة الدرقية الصغيرة جدًا) قد يختارون أن يتم مراقبتهم بأمان بالموجات فوق الصوتية الروتينية بدلاً من الخضوع للجراحة.
حتى إذا لم تكن الغدد الليمفاوية متضخمة، فقد يوصي بعض الأطباء بالاستئصال الجراحي للعقد الليمفاوية بالإضافة إلى استئصال الغدة الدرقية، حيث إنه قد يقلل من خطر عودة السرطان إلى منطقة الرقبة.
المصادر: