أسباب البدانة عند الأطفال
محتويات المقال:
البدانة عند الأطفال
يعاني طفل من كل 4 أطفال ومراهقين في البلدان المتقدمة من زيادة الوزن أو السمنة. هذا الوزن الزائد يعرض الأطفال لخطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والربو.
تحدث معظم حالات السمنة لدى الأطفال بسبب الإفراط في تناول الطعام وممارسة الرياضة بشكل أقل مما يجب.
من المهم جدا أن يتناول الأطفال ما يكفي من الغذاء لدعم النمو والتطور الصحي، ولكن عندما يتناولون سعرات حرارية أكثر مما يحرقون طوال اليوم، تكون النتيجة زيادة الوزن.
هل السمنة وراثية؟
البدانة لدى الأطفال قد تحدث بسبب وجود جينات معينة مرتبطة بالسمنة يرثها الطفل من عائلته، وتُظهر الأبحاث أن الاختلافات في الجينات يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الوزن، لذلك إذا كان الوالدين بدينين يكون الطفل أكثر عُرضة للإصابة بالسمنة.
هناك جين واحد يحظى بالكثير من الاهتمام يسمى FTO، وجد العلماء أن الأشخاص الذين لديهم اختلافات معينة في هذا الجين لديهم فرصة أكبر بنسبة 20 إلى 30% للإصابة بالسمنة، وهذه الاختلافات شائعة جدًا.
ترتبط عشرات الجينات الأخرى بالوزن أيضًا، بعضها على سبيل المثال يجعل الناس يخزنون المزيد من الدهون في الجسم بشكل طبيعي.
أسباب البدانة عند الأطفال
يعد فهم كيفية زيادة الوزن لدى الأطفال في المقام الأول خطوة مهمة نحو الحد من هذه الزيادة والحفاظ على وزن صحي لطفلك.. فيما يلي أبرز أسباب البدانة عند الأطفال:
- تحدث معظم حالات السمنة لدى الأطفال بسبب الإفراط في تناول الطعام وممارسة الرياضة بشكل أقل مما يجب.
- يحتاج الأطفال إلى ما يكفي من الغذاء لدعم النمو والتطور الصحي، ولكن عندما يتناولون سعرات حرارية أكثر مما يحرقون طوال اليوم، تكون النتيجة زيادة الوزن.
قد تشمل أسباب مشاكل الوزن لدى الأطفال ما يلي:
- اعتماد الأهل على الوجبات السريعة الرخيصة وذات السعرات الحرارية العالية والأطعمة السريعة.
- منح الطفل كمية طعام كبيرة، سواء في المطاعم أو في المنزل.
- إذا كان الطفل يستهلك كميات كبيرة من السكر في المشروبات المحلاة
- يقضي الطفل وقتًا أقل في اللعب وممارسة أنشطة بدنية خارج المنزل، مع قضاء وقت طويل في مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو، والجلوس على الكمبيوتر.
- قيام المدرسة التي يذهب إليها الطفل بإلغاء أو تقليص برامج التربية البدنية (الألعاب).
خرافات وحقائق حول مشكلة السمنة عند الأطفال
- الخرافة الأولى: السمنة في مرحلة الطفولة وراثية، لذلك لا يوجد شيء يمكنك القيام به حيال ذلك. في الحقيقة، بينما تؤثر جينات الشخص على الوزن، فهي جزء صغير فقط من المعادلة، ويمكن لمعظم الأطفال الحفاظ على وزن صحي إذا تناولوا الطعام بشكل صحيح وممارسة الرياضة.
- الخرافة الثانية: يجب أن يتبع الأطفال الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن نظاما غذائيا لخسارة الوزن. في الحقيقة، ما لم يوجه الطبيب طفلك باتباع نظاما غذائيا محددا لخسارة الوزن الزائد، فإن علاج سمنة الأطفال ليس فقدان الوزن، فالهدف يجب أن يكون إبطاء أو إيقاف زيادة الوزن، ما يسمح لطفلك بالنمو إلى وزنه المثالي.
- الخرافة الثالثة: إنها مجرد دهون أطفال، سيخسرها الطفل مستقبلا في الحقيقة، لا تؤدي سمنة الأطفال دائمًا إلى السمنة في مرحلة البلوغ ، ولكنها تثير المخاطر بشكل كبير، غالبية الأطفال الذين عانوا من زيادة الوزن في مرحلة ما قبل المدرسة أو المدرسة الابتدائية ما زالوا يعانون من زيادة الوزن عند دخولهم سن المراهقة، ما يعني أن معظم الأطفال لا يتغلبون على المشكلة.
مضاعفات البدانة عند الأطفال
لبدانة أو سمنة الأطفال، عدة مضاعفات منها:
- السكري: من الممكن أن يصاب الأطفال البدناء بداء السكري من الدرجة الثانية.
- الكوليسترول وضغط الدم: يمكن أن يتسبب انخفاض مستوى التغذية السليمة إلى إصابة طفلك بإحدى هذه الحالات أو بكليهما.
- الربو: الأطفال الذين يعانون من البدانة أكثر عرضة للإصابة بمرض الربو.
- اضطرابات النوم: تسبب السمنة والبدانة اضطرابات في النوم لدى الأطفال، فيشعر الطفل بضيق في التنفس عند النوم.
- مشاكل العظام: يتعرض الأطفال البدناء لمشاكل دائمة في العظام، ويكونون أكثر عرضة للكسور مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بوزن سليم.
أثر البدانة النفسي على الأطفال
بجانب المضاعفات الصحية للسمنة والبدانة عند الأطفال، هناك آثار نفسية أيضا، ومنها:
- التنمر: يتعرض الأطفال المصابون بالسمنة أو البدانة للتنمر دائما من قبل المحيطين، مما يؤدي لعدم ثقتهم في أنفسهم، والتعرض للمشاكل النفسية ومنها الإصابة بنوبات الاكتئاب.
- مشكلات التعليم: الأطفال الذي يعانون زيادة في الوزن يعانون دوما من مشاكل في التحصيل الدراسي، كما أن اشتراك الأطفال الذين يعانون من السمنة والبدانة في الأنشطة الاجتماعية أقل مقارنة بالأطفال أصحاب الوزن السليم.
- المشاكل النفسية: يتعرض الطفل البدين لمشاكل نفسية عدة، فيصاب بالوحدة والاكتئاب والرغبة في العزلة الدائمة، كما أن عدد كبير منهم لا يستطيع تكوين صداقات بسبب التنمر الذي يتعرض له بسبب زيادة الوزن.
علاج البدانة عند الأطفال
- النظام الغذائي: النظام الغذائي هو الخطوة الأولى في علاج السمنة والبدانة عند الأطفال، وتقليل استهلاك الدهون والدهون المشبعة والاهتمام بالوجبات الغذائية السليمة، والامتناع عن المنتجات المشبعة بالسعرات الحرارية.
- العلاج السلوكي: تحفيز الأطفال على المحافظة على الوزن والتعرف على مخاطر الوزن الزائد أمر هام لمساعدة الأطفال في تجنب الإصابة بالسمنة والبدانة، وأيضا الالتزام بنظام صحي سليم للمحافظة على الوزن السليم.
- النشاط البدني: للنشاط البدني وممارسة الرياضة دورا مهما في القضاء على السمنة والبدانة عند الأطفال، مع تقليل ساعات الجلوس أمام شاشة التليفزيون والألعاب الإلكترونية.
- العلاج الدوائي: لا ينصح الأطباء باللجوء للعلاج الدوائي لعلاح السمنة عند الأطفال إلا في حالات محدودة جدا يصعب معها النظام الغذائي، وقبل أخذا العقاقير الطبية التي تعمل على زيادة الوزن يخضع الطفل لفحص شامل، ويرى الأطباء أن لجميع العقاقير الطبية المتوفرة لإنقاص الوزن آثار جانية على الأطفال، كما أن الوزن الزائد يعود بمجرد التوقف عن تناول الدواء.
هل يمكن علاج السمنة الوراثية؟
خلافًا للاعتقاد الشائع نادرًا ما تحدث السمنة بسبب الجينات فقط، فالعوامل الوراثية المرتبطة بها لا تشكل سوى جزء صغير من الخطر الكلي، لكن الاختلاف في كيفية استجابة وزن الأشخاص لنفس البيئة يشير إلى أن الجينات تلعب دورًا في تطور السمنة.
في بعض الأحيان حتى الأشخاص الذين يحملون الجينات المرتبطة بالسمنة لا يصبحون بدينين، والعكس صحيح، لأنه إلى جانب العوامل الوراثية المحتملة يتأثر الوزن أيضًا بنمط الحياة، وبالتالي حتى مع الاستعداد الوراثي قد يتمكن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من تغيير وزنهم ببطء.
أظهرت الأبحاث أن الاستعداد الوراثي يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، إلا أن إجراء تغييرات صحية في النظام الغذائي ونمط الحياة والبيئة يمكن أن يقاوم الاستعداد الجيني، لذلك يمكن التغلب على السمنة الوراثية من خلال:
- النشاط البدني
يمكنك المساعدة في إبقاء الوزن تحت السيطرة ببساطة عن طريق المشي 30 دقيقة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع، أو ممارسة ساعتين ونصف من التمارين متوسطة الشدة مثل المشي السريع كل أسبوع. في حالة عدم امتلاك الوقت الكافي، يمكن تقسيم الـ30 دقيقة إلى جلسات أقصر، كالمشي لمدة 10 دقائق في الصباح قبل العمل، و10 دقائق أثناء استراحة الغداء، مع محاولة إنهاء اليوم بنزهة لمدة 10 دقائق بعد العشاء، حيث تساعد الحركة في حرق السعرات الحرارية والحفاظ على الصحة العامة.
- نظام غذائي صحي
يجب تقليل السعرات الحرارية، يمكن أن يساعد فقدان 500 إلى 1000 سعرة حرارية في اليوم على خسارة 1 إلى 2 رطل في الأسبوع. يُنصح أيضًا بملء نصف الطبق على الأقل بالفواكه والخضروات في كل وجبة.
من الأطعمة المفيدة أيضًا: الحبوب الكاملة وأطعمة الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم. وتعتبر الأسماك واللحوم الخالية من الدهون والفاصوليا والبيض والمكسرات من الخيارات الجيدة أيضًا.
- التحكم في التوتر والحصول على نوم جيد
تشير العديد من الدراسات إلى وجود صلة بين التوتر/ الضغط النفسي والسمنة، ووجدت مراجعة لـ14 دراسة نُشرت في مجلة أكاديمية التغذية وعلم الأغذية أن هناك صلة قوية بين زيادة الضغط وعادات الأكل غير الصحية إلى جانب زيادة وزن الجسم.
ليس من السهل دائمًا التعامل مع الضغط النفسي، ولكن يمكن اتخاذ خطوات بسيطة للشعور براحة أكبر، مثل قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء أو تجربة اليوجا أو التأمل.
الحصول على قسط كاف من النوم في الليل يساعد في الشعور بالتحسن أيضًا، خاصة أن العديد من الدراسات الحديثة أكدت على وجود صلة بين قلة النوم والتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.
المصادر: