أسباب خلل التوتر العضلي في الفك السفلي
محتويات المقال:
خلل التوتر العضلي الفكي
خلل التوتر العضلي الفكي هو خلل مركزي يتميز بتقلصات قوية في الوجه والفك واللسان، ما يسبب صعوبة في فتح وإغلاق الفم وغالبًا يؤثر على المضغ والكلام، تعرف على أسباب وأعراض خلل التوتر العضلي في الفك السفلي والعلاج وبعض المعلومات الأخرى فيما يلي.
أسباب خلل التوتر العضلي في الفك السفلي
يعتقد الخبراء أن خلل التوتر العضلي ينتج عن الإشارات المفرطة الناشئة عن الدماغ والتي تتسبب في تقلص العضلات بشكل غير طبيعي، إلا أن السبب الدقيق وراء قيام الدماغ بتوصيل هذه الإشارات المفرطة غير مفهوم تمامًا.
من الممكن أن يكون خلل التوتر العضلي في الفك السفلي أولي بمعني ان يكون الاضطراب العصبي الوحيد الظاهر مع أو بدون تاريخ عائلي، أو ثانوي أي انة يحدث بسبب التعرض للعقاقير أو الاضطرابات مثل مرض ويلسون.
على سبيل المثال، يمكن أن يرجع سبب خلل التوتر العضلي في الفك السفلي إلى العلاج السابق بالأدوية التي تعمل عن طريق منع الدوبامين الكيميائي في الدماغ (يتم اللجوء لهذا العلاج للسيطرة على مجموعة متنوعة من الحالات مثل الغثيان والدوار أو القلق بالإضافة إلى الحالات النفسية مثل الاكتئاب والفصام).
من المحتمل أن يتأثر هؤلاء الأشخاص أيضًا بخلل التوتر العضلي في أي مكان أخر من الجسم، عادة تحدث الحالة بعد العلاج بمثل هذه الأدوية.
في خلل التوتر العضلي الفكي تتأثر العضلات التي تحرك الفم والفك بالتشنج اللاإرادي، هذا الانقباض العضلي غير المرغوب فيه يمكن أن يسحب الفم و/ أو اللسان إلى أوضاع مختلفة، ويحدث ذلك غالبًا عند استخدام الفم أثناء التحدث أو الأكل مثلًا، ولكن يمكن أن يحدث في الراحة أيضًا.
يمكن أن يتفاقم خلل التوتر العضلي في الفك السفلي أثناء الشعور بالقلق أو التعب، مثل معظم أنواع خلل التوتر العضلي، إلا أنه لا يؤثر على العقل والحواس.
خلل التوتر العضلي الفكي يتطور بشكل أكثر شيوعًا بعد انتشار خلل التوتر العضلي من الرقبة أو العينين، لكن يمكن أن يظهر بمفرده أيضًا، وعندما يحدث في منتصف العمر دون سبب واضح فلن ينتشر أكثر عادة.
أعراض خلل التوتر العضلي في الفك السفلي
في بعض الأحيان تكون أعراض الفك السفلي خاصة بالمهام فقط أي لا تحدث إلا أثناء الأنشطة مثل التحدث أو المضغ، لكن في بعض الحالات يحدث العكس أي أن الأنشطة مثل التحدث والمضغ يقلل من الأعراض.
عادة تبدأ أعراض التوتر العضلي الفكي في وقت لاحق من الحياة، بين سن 40 و70 عام، وتبدو أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنة بالرجال، وبشكل عام تتمثل الأعراض في:
- فتح الفم بشكل لا إرادي.
- اضطراب غير طبيعي في الفك.
- تحول الفك السفلي باتجاه جانب واحد أو إلى الخلف.
- حركات لا إرادية في الوجه والشفاه.
- حركات لا إرادية في اللسان.
مضاعفات خلل التوتر العضلي في الفك السفلي
من الممكن أن يلاحظ الأشخاص المصابون بخلل التوتر العضلي في البداية أعراضًا مثل ارتعاش أو ضيق في الفك أو الوجه، وتتطور الأعراض بمرور الوقت ثم تستقر عادة، وتتفاقم الأعراض في الغالب بسبب الإجهاد (الضغط النفسي) وقد تتحسن بعد النوم، إلا أن أعراض خلل التوتر العضلي الفكي المكتسب قد تستمر أثناء النوم.
تشخيص خلل التوتر العضلي في الفك السفلي
يعتمد تشخيص خلل التوتر العضلي في الفك السفلي على الفحص البدني والعصبي للمريض لدى الطبيب إلى جانب الحصول على معلومات حول بداية ظهور الأعراض والتاريخ المرضي للشخص والعائلة، وفي هذا الوقت لا يوجد اختبار لتأكيد تشخيص خلل التوتر العضلي في الفك السفلي وفي معظم الحالات تكون الاختبارات المعملية المتنوعة طبيعية.
علاج خلل التوتر العضلي في الفك السفلي
لا يوجد علاج لخلل التوتر العضلي الفكي، على الرغم من وجود خيارات علاجية يمكن أن تقلل من تأثير الأعراض عادة باستخدام الأقراص و/ أو الحقن.
يمكن أن تساعد بعض الأدوية المختلفة في تقليل شدة الأعراض لدى الأشخاص المصابين بخلل التوتر العضلي الفكي، وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يحصلون على فائدة كبيرة من هذه الأدوية إلا أنها ليست فعالة في الجميع وبعض الناس يعانون من آثار جانبية.
من الممكن أن تكون الحقن فعالة للغاية، تضعف الحقن العضلات مؤقتًا ويحتاج الحقن إلى التكرار كل ثلاثة أشهر، ويمكن أن يكون الحقن في العضلات التي تحرك الفم أمرًا صعبًا، حيث يلزم إعطاء جرعة دقيقة جدًا لتجنب إضعاف العضلات كثيرًا وقد يكون من الصعب حقن بعض العضلات.
ويشكل دائمً أي ضعف مفرط في العضلات المحقونة يكون مؤقتًا وبسبب هذه الصعوبات عادة يتم حقن العضلات باستخدام تخطيط كهربية العضل، وهى أداة تساعد على تحديد العضلات مفرطة النشاط.
العديد من الأدوية الفموية تمت دراستها لتحديد الفائدة للأشخاص الذين يعانون من خلل التوتر العضلي الفكي، حيث يتحسن حوالي ثلث أعراض الأشخاص عند العلاج بأدوية فموية مثل:
- كلونوبين (كلونازيبام).
- ارتين (تريهكسيفينيديل).
- ديازيبام (الفاليوم).
- تيترابينازين.
- ليوريزال (باكلوفين).
على الرغم من أن الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، فإن 70% تقريبًا من الأشخاص الذين يعانون من خلل التوتر العضلي الفكي يقل لديهم التشنج ويتحسن المضغ والكلام بعد حقن البوتولينوم في العضلات الماضغة والصدغية والجناحية الجانبية.
من المحتمل أن يؤدي الحقن إلى بعض الآثار الجانبية، مثل: صعوبات البلع، تشويش الكلام، ضعف زائد في العضلات المحقونة، لكن هذه الآثار الجانبية عادة تكون عابرة ويمكن تحملها.
يمكن أن يكون خلل التوتر العضلي في الفك السفلي حالة صعبة للعيش معها، وقد تؤدي الحركات حول الفم أحيانًا إلى شعور الناس بالخجل في المواقف الاجتماعية، وقد تساعد الحيل الحسية، مثل العلكة، في السيطرة على التشنجات لدى البعض، ومن الحيل الحسية الأخرى التي تساعد في تقليل الأعراض مؤقتًا:
- لمس الشفتين أو الذقن بلطف.
- العض على عود أسنان.
- وضع إصبع بالقرب من العين أو أسفل الذقن.
قد يقلل علاج النطق والبلع من التشنجات ويحسن نطاق الحركة، ويقوي العضلات غير المتأثرة ويسهل الكلام والبلع، ومن الممكن أن تفيد تقنيات الاسترخاء أيضًا.
يُذكر أن التخصص الدقيق الذي يمكنه علاج خلل التوتر العضلي الفكي هو طبيب أعصاب متخصص في اضطرابات الحركة، وقد يتطلب العلاج المستمر استشارات مع تخصصات متعددة، مثل طبيب الأعصاب وطبيب أنف وأذن وحنجرة وأخصائي علم أمراض النطق واللغة.
المصادر:
:أحدث الموضوعات
