تأثير ارتفاع السيروتونين على الصحة النفسية
محتويات المقال:
تأثير ارتفاع السيروتونين على الصحة النفسية
السيروتونين هو مادة كيميائية لها العديد من الوظائف في جسم الإنسان، ويُطلق عليه أحيانًا هرمون السعادة، لأنه يُحسن الحالة المزاجية ويُزيد من الشعور بالسعادة، إلا أن زيادته عن المستويات الطبيعية يكون لها نتيجة عكسية وتسبب بعض المشاكل الصحية.
مستويات السيروتونين الطبيعية
المستوى الطبيعي للسيروتونين في الدم هو 101 - 283 نانوجرام لكل مليلتر، ولكن قد يختلف هذا المستوى قليلًا حسب القياسات والعينات التي تم اختبارها، وبشكل عام يمكن القول أن نقص مستوى السيروتونين أو زيادته عن تلك المستويات يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة.
أسباب ارتفاع السيروتونين
ارتفاع السيروتونين عن المستوى الطبيعي بدرجة كبيرة يؤدي إلى حالة تُعرف باسم متلازمة السيروتونين، والتي تحدث عادة بسبب:
- تناول دواء جديد يحتوي على مكونات تُسبب زيادة السيروتونين.
- زيادة جرعة دواء يتم تناوله.
- تناول بعض الأدوية معًا، تحديدًا تناول اثنين من الأدوية المعززة للسيروتونين في نفس الوقت، مثل تناول دواء مضاد للاكتئاب مع دواء للصداع النصفي.
- الأورام السرطانية، خاصة الموجودة في الجهاز الهضمي يمكن أن تسبب إفراز الكثير من السيروتونين، ومعظمها لا يصاحبه أعراض ويتم اكتشافه عند إجراء فحوصات لمشاكل صحية أخرى.
- يمكن أن تظهر أعراض متلازمة السيروتونين بعد 6 إلى 8 ساعات من تناول الدواء، وهى تتمثل في:
- الرعشة.
- الإسهال.
- صداع الرأس.
- الارتباك.
اتساع حدقة العين في الحالات الشديدة يمكن أن تظهر أعراض أكثر خطورة، مثل:
- رعشة العضلات.
- تصلب العضلات.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- سرعة دقات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- النوبات.
يمكن أن تؤدي تقلصات العضلات الشديدة إلى انهيار أنسجة العضلات، ما يؤدي بدوره إلى تلف شديد في الكلى، لذلكلا بد من التوجه إلى الطبيب على الفور بمجرد ملاحظة هذه الأعراض، خاصة أن هذه المتلازمة يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا تُركت بدون علاج.
لا توجد اختبارات معملية يمكن تشخيص متلازمة السيروتونين من خلالها، ويعتمد التشخيص بشكل أساسي على الفحص البدني الذي يقوم به الطبيب.
تختفي أعراض متلازمة السيروتونين خلال يوم واحد في الغالب عند تناول أدوية تقلل السيروتونين أو تغيير الدواء الذي يسبب الحالة في الأساس.
تأثير ارتفاع السيروتونين على الصحة النفسية
يُعرف السيروتونين بهرمون السعادة لأنه قادر على التأثير على الحالة المزاجية، وتُظهر الأبحاث أن المستويات العالية (في الحدود الطبيعية) من السيروتونين في الدماغ ترتبط بتحسن المزاج والشعور بالسعادة، في حين ترتبط المستويات المنخفضة منه بأعراض الاكتئاب، بما في ذلك الشعور بالحزن والانزعاج وانخفاض المزاج بشكل عام.
اختلال توازن مستويات السيروتونين في الدماغ يرتبط أيضًا بحالات أخرى مرتبطة بالصحة النفسية، مثل: اضطراب الوسواس القهري والقلق ونوبات الهلع ومشاكل التحكم في الغضب.
ارتباط مستويات السيروتونين بالاكتئاب يدعمه حقيقة أن الأشخاص الذين يعانون من حالة تُشبه فقدان الوعي بعد تناول الكحول أو تعاطي المخدرات يشعرون بعد ذلك بالحزن والاكتئاب، وذلك لأن الكحول والمخدرات يؤديان إلى زيادة مستويات السيروتونين ثم تقل بسرعة كبيرة، وهذا الانخفاض المفاجئ في مستويات السيروتونين له تأثير سلبي على مزاج الشخص.
توجد علاقة مؤكدة بين السيروتونين والاكتئاب، إلا أن اتجاه هذه العلاقة غير واضح من حيث ما إذا كان انخفاض السيروتونين يسبب الاكتئاب أو ما إذا كان الاكتئاب يسبب انخفاض السيروتونين.
علاج ارتفاع السيروتونين
علاج ارتفاع مستويات السيروتونين عن المعدل الطبيعي له يُركز بشكل أساسي على محاولة السيطرة على الأعراض لاستعادة المستويات الطبيعية وقد يكون التوقف عن تناول الدواء المسبب للحالة كافيًا لوقف الأعراض.
متلازمة السيروتونين الشديدة يمكن أن تستلزم تلقي العلاج في المستشفى، وقد يحتاج المريض إلى تناول أدوية للتحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم وإرخاء العضلات أو شلها مؤقتًا لمنع مزيد من الضرر، وفي بعض الحالات يمكن إعطاء أدوية لمنع إنتاج السيروتونين.
من الممكن أيضًا إعطاء الأكسجين والسوائل الوريدية للحفاظ على مستويات الأكسجين الطبيعية في مجرى الدم ولعلاج الحمى والجفاف الذي يمكن أن يُصاحب الارتفاع الشديد في مستويات السيروتونين.
نصائح ضرورية
في الغالب يكون من الصعب الوقاية من ارتفاع السيروتونين عن الحد الطبيعي أو منع الإصابة بمتلازمة السيروتونين، لكن يجب التأكد من إخبار الطبيبب الأدوية التي يتم تناولها، مع ضرورة الحرص على المتابعة الدورية في حالة تناول مجموعة من الأدوية المعروف أنها تُزيد مستويات السيروتونين، ويكون ذلك ضروري بشكل خاص عند البدء في تناول دواء جديد أو بعد زيادة جرعة دواء يتم تناوله.
المصادر:
:أحدث الموضوعات
