جفاف العين.. الأسباب والأعراض
محتويات المقال:
جفاف العين.. الأسباب والأعراض
جفاف العين هو مشكلة تحدث للبعض منا بين الحين والآخر، ولكنها لا تسبب عدم وضوح الرؤية فقط، بل قد تصل مضاعفاتها إلى فقدان البصر الجزئي أو الكلي، لذلك في هذا التقرير سنتحدث معا عن جفاف العين والأسباب والأعراض وطرق العلاج وفقا لعدد من الدراسات والمصادر الطبية.
ما هو جفاف العين؟
جفاف العين هو حالة تحدث عندما لا يوجد لدى الفرد دموع جيدة بما يكفي لتشحيم وتغذية العين، فالدموع ضرورية للحفاظ على صحة السطح الأمامي للعين ولتوفير رؤية واضحة. ويعتبر جفاف العين مشكلة شائعة وغالبا مزمنة خصوصا عند كبار السن.
فمع كل ومضة من الرموش تنتشر الدموع على سطح العين الأمامي والمعروف بالقرنية، وتوفر الدموع التشحيم للعين كما تمنع من مخاطر عدوى العين عن طريق غسل المواد الغريبة التي تدخل إلى العين والمحافظة على سطح العين ناعما وواضحا.
تتدفق الدموع الزائدة إلى قنوات تصريف صغيرة موجودة في الزوايا الداخلية للجفون، والتي تصب في الجزء الخلفي من الأنف، ويحدث جفاف العين عندما لا يكون إنتاج الدموع وتصريفها متوازنين.
هناك سبب آخر للإصابة بجفاف العين وهو عدم إنتاج ما يكفي من الدموع أو أن تكون الدموع الموجودة ضعيفة الجودة حيث تتبخر الدموع بسرعة أو لا تنتشر بالتساوي على القرنية بسبب قصورها، بحسب ما يذكر موقع جمعية البصريات الأمريكية "AOA".
أعراض جفاف العين
لجفاف العين أعراض متعددة يذكرها موقع الأكاديمية الأمريكية لطب العيون "AAO" في:
- الشعور بلسعة في العين وحرقان.
- عدم وضوح الرؤية خاصة عند القراءة.
- شعور بالخشونة كما لو أن هناك شيء داخل العين.
- وجود سلاسل من المخاط في العين أو حولها.
- احمرار وتهيج العين خصوصا عندما تكون في مهب الريح أو بالقرب من دخان السجائر.
- الشعور بالألم عند ارتداء العدسات اللاصقة.
- لديك الكثير من الدموع في عينيك.
أن يكون لديك الكثير من الدموع مع الإصابة بجفاف العين هو شيء يبدو غريبا، ولكن العين تصنع الكثير من الدموع عندما تكون متهيجة بسبب جفاف العين.
أسباب جفاف العين
أسباب جفاف العين كثيرة ولكن عادة يميل الناس لصنع دموع أقل في العين عندما يكبرون في السن بسبب التغيرات الهرمونية، وكل من الرجال والنساء يمكنهم أن يصابوا بجفاف العين ولكنه أكثر شيوعا عند النساء خصوصا في مرحلة انقطاع الطمث، بحسب ما يذكر موقع "AAO".
وهناك أسباب أخرى لجفاف العين تحددها الأكاديمية الأمريكية لطب العيون في:
- الإصابة بأمراض معينة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومتلازمة سجوجرن (شوغرن) وأمراض الغدة الدرقية والذئبة.
- التهاب الجفون، عندما تتورم أو تصبح حمراء.
- انقلاب جفن العين للداخل أو الخارج.
- التواجد في أماكن التدخين أو في مهب الريح أو في مناخ جاف.
- النظر في الشاشة لفترة طويلة سواء عن طريق القراءة أو أي أنشطة أخرى تجعل العين تومض أقل.
- استخدام العدسات اللاصقة لمدة طويلة.
- الخضوع لبعض جراحات العيون مثل الليزك.
وبجانب هذه الأسباب توجد عوامل أخرى تزيد من مخاطر جفاف العين، يحددها موقع جمعية البصريات الأمريكية "AOA" في:
- السن: فجفاف العين يصبح عملية طبيعية مع التقدم في العمر، ومعظم الأشخاص فوق سن الـ65 عاما يختبرون بعض أعراض جفاف العين.
- النوع: فالنساء أكثر عرضة لجفاف العين مقارنة بالرجال بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث نتيجة للحمل أو تناول حبوب منع الحمل عن طريق الفم أو انقطاع الطمث.
- الأدوية: فبعض الأدوية مثل مضادات الهستامين التي تعالج الحساسية ومزيلات الاحتقان وأدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب، يمكن أن تقلل من إنتاج الدموع.
أضرار جفاف العين
أضرار جفاف العين تتراوح ما بين المضاعفات البسيطة والخطيرة التي قد تهدد صحة العين تماما، ويذكرها موقع "Health Line" في:
- قرحة القرنية: وهي الطبقة الخارجية الواضحة والواقية للعنينين، والتي إذا تركت دون علاج يمكن أن تسبب العمى الجزئي أو الكلي.
- التهاب الملتحمة: وهي الطبقة الواضحة من الخلايا التي تغطي الجزء الأبيض من العين ويسبب التهابها الاحمرار وحساسية الضوء والشعور بوجود رمل في العين.
- عدم القدرة على ارتداء العدسات اللاصقة: والتي تؤدي للتهيج والاحمرار والشعور الرملي.
- صعوبة القراءة وقيادة السيارة: وذلك بسبب الرؤية الضبابية التي يسببها جفاف العين.
- صعوبة إبقاء العين مفتوحة: خصوصا إذا كان لديك شعور بوجود شيء غريب في عينيك أو كان لديك حساسية شديدة من الضوء بسبب جفاف العين.
- الصداع: فجفاف العين يمكن أن يسبب الصداع النصفي - الاكتئاب: بسبب عدم القدرة على الرؤية بوضوح وأداء أنشطة الحياة اليومية نتيجة جفاف العين.
علاج جفاف العين
علاج جفاف العين يعتمد على السبب الذي أدى لهذه الحالة ومدى شدتها وخطورتها، وهو عادة ما ينقسم إلى:
-
علاج جفاف العين بالدموع الاصطناعية
علاج جفاف العين بالدموع الاصطناعية يتم في حالة الإصابة بجفاف العين الخفيف أو العرضي الذي يحدث من حين لآخر، حيث تعمل هذه الدموع الاصطناعية على تشحيم العين وتخفيف الأعراض، والخبر الجيد هنا أن هذا العلاج لا يحتاج إلى وصفة طبية، بحسب ما يذكر موقع "Every Day Health".
-
علاج جفاف العين بوصفة طبية
علاج الحالات الشديدة من جفاف العين يستلزم وصفة طبية، ففي حين أن الدموع الاصطناعية هي الوسيلة الأولى لعلاج جفاف العين الخفيف، لكن الأعراض الأكثر شدة تحتاج إلى وصفة طبية من طبيب العيون.
وهنا يجب التحدث مع الطبيب حول دواء تثبيط المناعة " السيكلوسبورين" والذي يخفف من أعراض جفاف العين عن طريق علاج الالتهاب الذي يؤدي إلى الجفاف وعدم إنتاج الدموع وقد تحتاج لقطرات العين التي تحتوي على الكورتيزون مؤقتا لتقليل الالتهاب، كذلك قطرات العين التي تحتوي على المضاد الحيوي تخفف من التهاب الجفن الذي يؤدي لجفاف العين.
-
علاج جفاف العين بالجراحة
علاج جفاف العين بالجراحة قد يكون خيارا يسمح بغلق فتحتات التصريف في الزوايا الداخلية للجفون إما مؤقتا باستخدام سدادات صغيرة أو دائما باستخدام الجراحة، حيث يسمح إغلاق فتحتات التصريف للدموع بالبقاء في عينيك لفترة أطول وبالتالي يجفف من أعراض جفاف العين، بحسب موقع "Every Day Health".
-
علاج جفاف العين بطرق طبيعية
هل هو أمر ممكن ويعمل على تحسين الحالة فعلا؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية:
- علاج جفاف العين بزيت الزيتون
علاج جفاف العين بزيت الزيتون هو من المعلومات الشائعة على مواقع الإنترنت، ولكن هل هذا النوع من العلاج ممكنا ويعمل على تحسين جفاف العين بالفعل؟ لنذهب إلى ما تقوله الدراسات.
ففي دراسة للمعهد القومي الأمريكي للعيون "National Eye Institute" تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين تعانيان من جفاف العين الأولى تناولت مكملات أحماض أوميجا 3 الدهنية والثانية تم إعطائها العلاج الوهمي وهو زيت الزيتون والذي صادف أنه زيت صحي، بحسب ما يذكر موقع مجلة "envision".
ويعتبر العلاج الوهمي أو ما يعرف بالـ"Placebo" هو مادة تعطى للمريض لا يكون له أي تأثير صحي وهدفها هو إيهام المريض نفسيا بأن لهذه المادة تأثير في علاج المرض، وجد الباحثون أن هناك تحسنا كبيرا في أعراض جفاف العين في المجموعتين سواء التي تناولت أحماض أوميجا 3 أو التي تناولت زيت الزيتون، لكن لم يكن هناك أي اختلاف في نسبة الشفاء بين المجموعتين، بمعنى أن كل من أحماض أوميجا3 وزيت الزيتون كان لها نفس التأثير.
- علاج جفاف العين بأحماض أوميجا 3
وعلى الرغم من هذه النتائج قال الباحث الرئيسي بالدراسة إن زيت السمك "الذي استخلصت منه أحماض أوميجا 3" غير فعال في علاج جفاف العين، بينما يشير البحث إلى أن كل من أوميجا 3 وزيت الزيتون لهما تأثير في علاج جفاف العين.
ولكن موقع مجلة "envision" يعلق على هذه الدراسة بأن عدم تناول ما يكفي من الدهون الصحية يؤدي إلى تكون ما يسمى بالجذور الحرة والتي تعزز الامراض الالتهابية في الجسم مثل السرطان وأمراض القلب والتهاب المفاصل، وهي حالات ترتبط بالإصابة بجفاف العين، لذلك لا يكفي استخدام قطرات جفاف العين للعلاج، ولكن يجب علاج أساس المشكلة من داخل الجسم عن طريق تناول الدهون الصحية.
-
البصل لعلاج جفاف العين
علاج جفاف العين بالبصل هو معلومة شائعة كذلك على مواقع الإنترنت، حيث يقال أن تقطيع البصل يجفف من أعراض جفاف العين.. لنذهب إلى الدراسات كذلك.
بحسب ورقة بحثية نشرها معرض كاليفورنيا للعلوم عام 2016، تم إجراء تجربة على 20 شخصا يعانون جفاف العين ووجد 19 شخصا منهم أن البصل يساعد على زيادة إفراز الدموع لديهم سواء في لحظة تعرضهم للبصل أو بعدها بـ12 ساعة.
أما الشخص المتبقي الذي لم يلاحظ أي زيادة في إنتاج الدموع لديه فكان يعاني مشكلة في الشم، وهذا يعني لأصحاب الدراسة أن حاسة الشم هي جزء من ميكانيكية إنتاج الدموع التي حدثت بسبب الإنزيمات الموجودة في البصل وهناك متطوعة أخرى في الدراسة كانت ترتدي العدسات اللاصقة وقد تم اختبار هذه المتطوعة مرتين، بعد ذلك قالت أنها وجدت زيادة طفيفة في إنتاج الدموع بعينها على مدار اليوم، مع العلم أن العدسات اللاصقة نفسها تؤدي إلى جفاف العين.
وخلصت التجربة إلى أن التعرض للبصل يؤتي بتانج إيجابية في علاج جفاف العين عند 19 شخصا من أصل 20 شخص، ولكن لا يزال الباحثون بحاجة إلى مزيد من الدراسات في هذا الشأن.
جفاف العين هو المشكلات التي قد تبدو بسيطة لكنها تسبب مضاعفات خطيرة تؤثر على جودة الحياة اليومية، لذلك يجب الالتزام بتعاليم الطبيب فيما يخص العلاج، وكذلك توخي الحذر فيما يخص العلاجات الطبيعية المنتشرة والتي لم تدعهما الدراسات العلمية.
المصادر: