كيفية علاج وجع العظام والمفاصل

كيفية علاج وجع العظام

آلام العظام والمفاصل تصيب الكثير من الأشخاص، وسواء كانت ناتجة عن مشاكل طويلة الأمد مرتبطة بحالات طبية أو إصابة رياضية حديثة فإنها يمكن أن تجعل حتى أسهل المهام مؤلمة، لذلك لا بد من علاجها لتخفيف الألم من ناحية وللتمكن من ممارسة الأنشطة والمهام المختلفة من ناحية أخرى.

تشخيص آلام العظام والمفاصل

الخطوة الأولى لعلاج أي مشكلة صحية تبدأ بتشخيصها أولًا لتحديد السبب الرئيسي لها ومن ثم اتخاذ الإجراءات العلاجية التي تساهم في السيطرة عليها وإيقاف الأعراض، وبالنسبة لآلام العظام والمفاصل يتمثل التشخيص في:

• تشخيص آلام العظام

عادة يتضمن تشخيص آلام العظام تاريخًا طبيًا مفصلًا وفحصًا جسديًا واختبار تصوير واحد أو أكثر، وبناءً على شك الطبيب قد يكون هناك ما يبرر إجراء اختبارات الدم أو الخزعة.

خلال الفحص البدني يقوم الطبيب بفحص مكان الألم من أجل الوصول إلى أي أعراض ظاهرة كالتورم وتغير اللون والدفء والكتل، ويفحص أيضًا العضلات والمفاصل المحيطة ويقيم قدرة المريض على تحمل الوزن وتحريك العظام المصابة، أما الاختبارات المعملية التي يطلبها الطبيب في الغالب لتشخيص آلام العظام، هى:

• اختبارات الدم: تشمل عادة فحص دم شامل، لوحة التمثيل الغذائي الأساسية، علامة واحدة أو أكثر من علامات الورم.

• الاشعاعات: أشعة إكس (الأشعة السينية)، فحص العظام، التصوير المقطعي المحوسب، التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، التصوير بالرنين المغناطيسي.

• خزعة: تتطلب إزالة قطعة صغيرة من العظم المصاب وإرسالها للمعمل لفحصها تحت المجهر، لا يتم اللجوء إليها في الغالب إلا في حالة الشك في احتمالية الإصابة بسرطان العظام أو العدوى أو مرض باجيت أو سرطان النخاع العظمي.

• تشخيص آلام المفاصل

يقوم الطبيب على الأرجح بإجراء فحص بدني، وفي الغالب يسأل المريض مجموعة من الأسئلة حول بداية ظهور أعراض ألم المفاصل والتاريخ المرضي للعائلة، للمساعدة في تضييق الأسباب المحتملة، تتمثل الفحوصات المطلوبة عادة في:

• أشعة إكس (الأشعة السينية): قد يكون إجرائها ضروريًا لتحديد التهاب المفاصل المرتبط بتلف المفاصل.

• اختبارات الدم: إذا اشتبه الطبيب في وجود سبب أخر قد يطلب إجراء فحص الدم للكشف عن بعض اضطرابات المناعة الذاتية، قد يطلب أيضًا اختبار معدل الترسيب لقياس مستوى الالتهاب في الجسم أو تعداد الدم الكامل.

علاج ألم العظام المستمر

إذا كانت آلام العظام مرتبطة بوجود كدمة في العظام (مع استبعاد الكسر)، يمكن الاعتماد على بعض العلاجات المنزلية البسيطة، مثل:

• الراحة: لتسريع الشفاء لا بد من إراحة العظام المصابة.
• الثلج: يمكن أن يؤدي استخدام كمادة باردة أو كيس ثلج على العظم المصاب إلى تقليل التورم والتصلب والألم.
• دعامة: إذا كان العظم المصاب بالقرب من المفصل (الركبة مثلًا)، فإن ارتداء دعامة الركبة يمكن أن يوفر الدعم والثبات.

إذا كانت آلام العظام مرتبطة بحالات طبية قد تكون خطة العلاج معقدة للغاية وتتضمن أكثر من تدخل واحد، ويختلف العلاج حسب السبب، بشكل عام تتمثل الإجراءات العلاجية الطبية لآلام العظام في:

• مسكنات الألم

لتخفيف آلام العظام، قد يوصي الطبيب باستخدام (أسيتامينوفين) أو دواء مضاد للالتهابات غير الستيرويدية مثل ايبوبروفين، أما في حالة الألم الأكثر حدة، مثل المرتبط بالسرطان أو الكسر أو أزمة انسداد الأوعية الدموية، قد يصف الطبيب المواد الأفيونية وهى أدوية مسكنة أقوى بكثير.

• البايفوسفونيت

يتم استخدام نوع من الأدوية يسمى البايفوسفونيت لعلاج هشاشة العظام ومرض باجيت وتلف العظام الناجم عن السرطان، حيث يعمل البايفوسفونيت عن طريق منع فقدان كثافة العظام.

• المضادات الحيوية

المضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الوريد تكون ضرورية لعلاج عدوى العظام، وبشكل عام تُستخدم المضادات الحيوية مع الالتهابات البكتيرية وليس الفيروسية.

• فيتامين د

يعتمد علاج لين العظام على السبب الأساسي، لكن إذا كان ناتجًا عن نقص فيتامين د، وهو السبب الأكثر شيوعًا، تكون مكملات فيتامين د ضرورية لكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيب، وفي الغالب يشعر المريض بتحسن ملحوظ في آلام العظام في غضون أسابيع.

• علاجات السرطان

العلاج الكيميائي هو العلاج الرئيسي لسرطان الدم الحاد، ويستخدم أيضًا في علاج سرطان العظام، واعتمادًا على نوع السرطان يمكن استخدام علاجات أخرى.

على سبيل المثال، علاج الورم النقوي المتعدد معقد وعادة ينطوي على نظام من الأدوية المتعددة، مثل: مثبط بروتياز، وهو دواء يستهدف الخلايا مثل خلايا البلازما التي تنتج الكثير من البروتين، الدواء المناعي، هو دواء يستخدم نظام المناعة للمريض لاستهداف السرطان، دواء الستيرويد.

أخيرًا، يمكن النظر في عملية زرع الخلايا الجذعية في علاج سرطان الدم أو المايلوما المتعددة.

• علاجات الخلايا المنجلية

يتطلب فقر الدم المنجلي المسبب لآلام العظام علاجًا مدى الحياة، وبالإضافة إلى مسكنات الألم غالبًا يتناول المرضى المضادات الحيوية للوقاية من العدوى وعلاجها، إلى جانب بعض الأدوية الأخرى.

• الإشعاع

الإشعاع هو علاج رئيسي لسرطان العظام الأولي والنقيلي، حيث يقتل الخلايا السرطانية، وبالتالي يخفف الألم ويمنع المزيد من الضرر للعظم.

• العلاج الطبيعي

غالبًا يكون العلاج الطبيعي جزءًا أساسيًا من العلاج في حالة آلام العظام المرتبطة بالكسر، الغرض منه هو تعزيز وتحسين مرونة وحركة العضلات المحيطة، وهو مفيد أيضًا لتحسين قوة العظام وصحة الأشخاص الذين يعانون من هشاشة أو لين العظام.

بالإضافة إلى التمارين المختلفة، قد يستخدم أخصائي العلاج الطبيعي الحرارة أو الثلج أو التدليك أو الموجات فوق الصوتية ويوصي بجهاز أو أداة مساعدة لتخفيف الألم ومنع السقوط (مثل العصا في حالة إصابة عظم الحوض أو الساق).

• الجراحة

يتم اللجوء للجراحة لعلاج آلام العظام في بعض الحالات، مثل: إصلاح كسر العظام، إزالة العظام والأنسجة التالفة من العدوى، تثبيت العظام الضعيفة أو المكسورة بسبب السرطان، إزالة جزء من العظم لتحسين تدفق الدم في نخر العظم.

علاج آلام المفاصل

لا يوجد علاج متاح حاليًا يزيل تمامًا آلام المفاصل المرتبطة بالتهاب المفاصل أو يمنعها من العودة، لكن هناك طرق للسيطرة على الألم، يتمثل علاج آلام المفاصل في المنزل في:

• مسكنات الألم الموضعية أو تناول أدوية مضادة للالتهاب غير الستيرويدية، قد تساعد في تقليل الألم والتورم والالتهاب.

• الحفاظ على النشاط البدني واتباع برنامج اللياقة البدنية الذي يركز على التمرين المعتدل.

•  بذل جهد أو المشي قبل ممارسة الرياضة للحفاظ على مجموعة جيدة من الحركة في المفاصل.

• الحفاظ على وزن صحي للجسم، للمساعدة في تقليل الضغط على المفاصل، وبالتالي تخفيف الألم.

• إدخال تغييرات في النظام الغذائي، وتعتبر بذور الشيا وعين الجمل والأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية رائعة للحد من الالتهاب، وتحتوي الفواكه والخضروات على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة التي تقلل الألم.

• إذا لم يكن الألم ناتجًا عن التهاب المفاصل، يمكن تجربة تناول دواء مضاد للالتهاب بدون وصفة طبية، والحصول على تدليك، والاستحمام الدافئ، وممارسة تمارين التمدد بشكل متكرر، والحصول على قسط كاف من الراحة.

أما بالنسبة للعلاج الطبي لآلام المفاصل فهو يعتمد بشكل أساسي على سبب الألم. في بعض الحالات سيحتاج الطبيب إلى سحب السائل المتراكم في منطقة المفصل لفحصه وتحديد ما إذا كان الألم مرتبطًا بالعدوى أو النقرس أو أسباب أخرى لآلام المفاصل.

في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لاستبدال المفصل، ويمكن أن تتضمن طرق العلاج غير الجراحية الأخرى إدخال تغييرات في نمط الحياة أو استبدال الأدوية التي من المحتمل أن تتسبب في التهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يتطلب علاج الالتهاب أولًا.

علا ج آلام العظام والمفاصل بالأعشاب

الأعشاب تعتبر من العلاجات الطبيعية التي تساعد في تخفيف آلام العظام والمفاصل، لكن يُنصح بتناولها تحت إشراف الطبيب لتجنب أي آثار جانبية محتملة:

• زيت الزيتون

يُنصح بتدليك المفاصل أو العظام المؤلمة بزيت الزيتون مرتين يوميًا مع تركه حتى تمتصه البشرة، ومن الممكن تناول زيت الزيتون عن طريق الفم، مع العلم أن 1.5 ملعقة كبيرة من زيت الزيتون لها نفس تأثير 200 مجم من الإيبوبروفين.

• الكركم

يحتوي على مادة تسمى الكركمين التي ثبت أنها لها خصائص مضادة للالتهابات، كما أنها تساعد في تقليل الالتهاب المزمن الناتج عن التهاب المفاصل الروماتويدي. لا يستطيع الجسم امتصاص كميات كبيرة من الكركمين، لكن يمكن أن يقلل مركب يسمى البيبيرين، الموجود في الفلفل الأسود، من الالتهاب ويحسن امتصاص الكركمين، وفقًا لدراسة أجريت عام 2018.

• الأوكالبتوس (الكافور)

الزيت النقي من أوراق الكافور له خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات والالتهابات، وتحتوي مركبات الفلافونويد والتانينات في أوراق الأوكالبتوس على خصائص مضادة للأكسدة قد تساعد في تقليل الالتهاب والألم.

يمكن شراء مستخلص الكافور كزيت أساسي من المتاجر أو عبر الانترنت، بعدها يمكن إضافته إلى حمام دافئ أو استنشاقه، لكن يجب على المصابين بالحساسية الحذر عند استخدام هذه العشبة، لأن العديد من الأشخاص يكون لديهم حساسية منها.

• الألوفيرا (الصبار)

تحتوي العديد من مراهم التئام الجروح ومنتجات الجلد على الصبار بسبب خصائصه المضادة للميكروبات والمضادة للالتهابات، وتساعد المركبات الموجودة فيه مثل مضادات الأكسدة، على إزالة الجذور الحرة من الجسم، وتساعد أيضًا في تقليل الالتهاب عن طريق منع إنتاج الإنزيمات الالتهابية.

المصادر:

Verywellhealth

Healthline

Medicalnewstoday

Seormc