ماهو مرض النقرس تقرير طبي شامل
محتويات المقال:
ماهو مرض النقرس
مرض النقرس عبارة عن التهاب في المفاصل، يُعرف أيضًا باسم داء الملوك، لأن الإصابة به ارتبطت بالإكثار من تناول اللحوم، إلا أنه يمكن أن يؤثر على أي شخص لأسباب مختلفة سواء مرتبطة بعوامل وراثية أو حالات طبية أو غيره، تعرف على مرض النقرس بشئ من التفصيل فيما يلي.
ما هو النقرس؟
النقرس هو نوع من التهاب المفاصل ينتج عن بلورات صغيرة من مادة كيميائية تسمى حمض البوليك (يوريك أسيد) تتراكم في المفاصل، ويهاجم الجهاز المناعي للجسم هذه البلورات، ما يسبب الألم والاحمرار والتورم في المفصل وأحيانًا في الأنسجة المحيطة.
النقرس له فترات نشطة وأخرى غير نشطة، أي لا تظهر فيها الأعراض، وتُعرف الفترات النشطة باسم النوبات، ويمكن أن تختلف في شدتها ومدتها من حالة لأخرى. على عكس الأشكال الأخرى من التهاب المفاصل، يمكن أن يبدأ النقرس بشكل مفاجئ ولكنه قد يتوقف فجأة أيضًا.
يمكن أن تحدث نوبات النقرس في أي مفصل ولكنها غالبًا تؤثر على الأطراف السفلية مثل الركبتين والكاحلين والقدمين، ويعاني العديد من الأشخاص من نوبة النقرس الأولى في قاعدة إصبع القدم الكبير، وعادة تتوقف النوبات الأولية بعد 3 إلى 10 أيام، لكن إذا تُركت دون علاج يمكن أن تحدث النوبات مرة أخرى وقد تستمر لفترة أطول.
يمكن أن تتسبب نوبات النقرس المتكررة في تلف دائم للمفاصل، لذلك التشخيص والعلاج المبكر أمراض أساسيان لمنع الكثير من المضاعفات الخطيرة، وبالتالي يجب زيارة الطبيب بمجرد ملاحظة الأعراض الأولية للمرض.
أسباب النقرس
توجد عوامل كثيرة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالنقرس، بعضها يتعلق بالتغذية، والبعض الأخر يرتبط بالعوامل الوراثية وعوامل أخرى، تتمثل أسباب النقرس في:
- الأسباب الغذائية
تلعب الأطعمة التي يتم تناولها دورًا مهما في ظهور أعراض النقرس، ويرجع ذلك إلى وجود مركب عضوي يسمى البيورين موجود في العديد من الأطعمة، وعند تناول الأطعمة الغنية به يقوم الجسم بتحليل البيورين وتحويله إلى حمض البوليك (اليوريك)، في الظروف الطبيعية من المفترض تصفيته من الدم عن طريق الكلى وطرده من الجسم عن طريق البول.
إذا تكون حمض اليوريك بشكل أسرع مما يمكن تصفيته من الجسم، سيبدأ في التراكم ما يؤدي في النهاية إلى تكوين البلورات التي تسبب النوبات، وتعتبر الأطعمة عالية البيورين، مثل اللحوم العضوية وأنواع معينة من المأكولات البحرية، عامل خطر رئيسي للنقرس.
يمكن أن تسبب المشروبات عالية الفركتوز، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة المحلاة، فرط حمض يوريك الدم، فضلًا عن أن أي شكل من أشكال الكحول (مثل البيرة) يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنقرس.
- الأسباب الوراثية
في بعض الحالات تلعب الوراثة دورًا مهمًا في الإصابة بالنقرس، ومن الأمثلة على ذلك فرط حمض يوريك الدم الوراثي الناتج عن طفرات معينة، وعدم القدرة على الحفاظ على التوازن بين كمية حمض اليوريك التي يتم إنتاجها ومقدار الطرد سيؤدي في النهاية إلى فرط حمض يوريك الدم.
تشمل الاضطرابات الوراثية الأخرى المرتبطة بالنقرس، ما يلي:
- عدم تحمل الفركتوز الوراثي.
- متلازمة كيلي سيغميلر.
- متلازمة لش.
- نيهان.
- مرض الكلى الوراثي الذي يسمى (داء الكلية اللبي الكيسي).
- أسباب طبية
هناك بعض الحالات الطبية أو المشاكل الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بالنقرس، بعضها يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على وظائف الكلى، والبعض الآخر يتميز باستجابة التهابية غير طبيعية يعتقد بعض العلماء أنها قد تعزز إنتاج حمض اليوريك، وتشمل الحالات الطبية الأكثر شيوعًا المرتبطة بالنقرس، ما يلي:
- الفشل الكلوي المزمن.
- فشل القلب الاحتقاني.
- مرض السكر.
- فقر الدم الانحلالي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- قصور الغدة الدرقية.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- الصدفية.
التهاب المفاصل الصدفي.
- الأسباب الدوائية
ترتبط بعض الأدوية بفرط حمض يوريك الدم، إما لأن لها تأثير مدر للبول (زيادة تركيز حمض البوليك) أو تُضعف وظائف الكلى، منها: الأدوية المدرة للبول، مثل فوروسيميد (لازيكس) أو هيدروكلوروثيازيد، والأدوية الأخرى، مثل: ليفودوبا (المستخدم لعلاج مرض باركنسون) أو النياسين (فيتامين ب3) يمكن أن تزيد أيضًا من مستويات حمض اليوريك.
عوامل الخطر
إلى جانب الأسباب السابقة هناك عوامل خطر أخرى تلعب دورًا أيضًا في الإصابة بمرض النقرس، وبعض هذه العوامل مرتبط بالأمراض المزمنة الأخرى مثل: السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتتمثل هذه العوامل في:
- دهون البطن.
- ارتفاع ضغط الدم (أعلى من 130/ 80).
- ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار والكوليسترول منخفض الكثافة.
- ارتفاع الدهون الثلاثية.
- مقاومة الأنسولين.
- تناول الكحول بانتظام.
- نمط حياة مستقر.
يعتبر العمر والنوع من عوامل الخطر التي لا يمكن التحكم فيها والتي قد تزيد أيضًا من احتمالية الإصابة بالنقرس. كما أن السمنة تزيد من فرص الإصابة بالمرض، حيث يرتبط الوزن الزائد بارتفاع مستويات حمض اليوريك.
وجدت دراسة عام 2015 وجود صلة مباشرة بين محيط الخصر وخطر الإصابة بالنقرس، ووفقا للباحثين، فإن الأشخاص الذين لديهم كميات أكبر من دهون البطن كان لديهم خطر بنسبة 47.4% للإصابة بالنوبة في حين أن الذين لديهم محيط خصر طبيعي كانوا عُرضة لها بنسبة 27.3% فقط، وهذا يشير إلى أنه كلما زادت الدهون الجسم زاد خطر ظهور الأعراض.
أعراض النقرس
تختلف أعراض النقرس عادة باختلاف مرحلة المرض، غالبًا تكون النوبات التي تحدث خلال المرحلة المبكرة خفيفة ويمكن التحكم فيها لكنها تميل إلى التفاقم مع كل نوبة أخرى، وهناك ثلاث مراحل للنقرس، هى: فرط حمض يوريك الدم غير المصحوب بأعراض، النقرس الحاد المتقطع الذي تتطور فيه الأعراض وتتكرر، النقرس المزمن.
وفقًا لهذه المراحل تتمثل أعراض النقرس في:
- النقرس الحاد المتقطع
تظهر الأعراض عادة في قاعدة إصبع القدم الكبير، وتشمل المواقع الشائعة الأخرى الركبة والكاحل والكعب والقدمين والكوع والمعصم والأصابع، وتتمثل العلامات الأكثر شيوعًا لنوبة النقرس في:
- ألم مفاجئ وحاد في المفصل يصفه بعض المصابين بكسر في العظم أو طعن بالزجاج أو حرق شديد.
- تورم المفصل والاحمرار والدفء الناجم عن التهاب حاد.
- تصلب المفصل والشعور بالألم مع الحركة.
- حمى خفيفة.
- أعياء.
في الغالب تحدث النوبات في الليل أو في ساعات الصباح الباكر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الجفاف الليلي الذي يزيد تركيز حمض اليوريك، وانخفاض درجات حرارة الجسم ما يعزز بلورة حمض اليوريك. يمكن أن تستمر نوبات النقرس الحادة من ساعات إلى أسابيع، وبشكل عام ستكون الساعات الـ36 الأولى هى الأكثر ألمًا، وبعد ذلك يبدأ الألم في الانحسار بشكل تدريجي.
- النقرس المزمن
يمكن أن يؤدي فرط حمض يوريك الدم المزمن إلى تكوين كتل أو عُقد (تسمى توفي) تحت الجلد وفي/ حول منطقة المفصل، يمكن أن يؤدي تراكم هذه الرواسب الصلبة المتكتلة إلى تآكل العظام والغضاريف وظهور أعراض التهاب المفاصل المزمن، وبمرور الوقت يمكن أن يصبح المفصل مشوهًا ويتداخل مع الحركة.
على الرغم من أن معظم العُقد تتطور في إصبع القدم الكبير، حول الأصابع، أو عند طرف الكوع يمكن أن تظهر هذه العقيدات أيضًا في أي مكان في الجسم، وقد تتطور في الأذنين أو على الأحبال الصوتية أو حتى على طول العمود الفقري.
مضاعفات النقرس
المفاصل والجلد ليست الأعضاء الوحيدة التي يمكن أن تتأثر بالنقرس، فمن الممكن أن يؤدي فرط حمض يوريك الدم طويل المدى وغير المعالج إلى تكوين بلورات في الكلى، ما يتسبب في تكوين حصوات الكلى.
في الحالات الشديدة، قد تتطور حالة تُعرف باسم اعتلال الكلية الحاد بحمض اليوريك، ما يؤدي إلى ضعف الكلى وانخفاض سريع في وظائفها، وغالبًا يكون الأشخاص الذين يعانون من اختلال وظيفي في الكلى هم الأكثر عُرضة للخطر.
تشخيص النقرس
لتشخيص النقرس، يسأل الطبيب المريض عادة عن الأدوية الحديثة التي يتناولها والنظام الغذائي، وبداية ظهور الأعراض ومدة استمرارها ومدى شدتها والمفاصل التي تظهر فيها، التاريخ الطبي للعائلة، وقد يطلب إجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل:
- اختبار الدم: يمكن أن يحدد مستويات حمض اليوريك، لكن المستويات العالية لا تشير بالضرورة إلى نوبة النقرس، لذلك غالبًا تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات أخرى.
- الأشعة: مثل أشعة إكس (الأشعة السينية) و/ أو الموجات فوق الصوتية.
- عينة: يمكن تشخيص النقرس عن طريق إدخال إبرة في المفصل وأخذ عينة من السوائل وفحصها.
علاج النقرس بالأدوية
يمكن تقسيم الأدوية المستخدمة لعلاج النقرس إلى نوعين:مضادة للالتهابات وأخرى تعمل على خفض حمض اليوريك:
- الأدوية المضادة للالتهابات
تُستخدم بشكل شائع لعلاج النقرس، وبعضها يتم تناوله بشكل مستمر والبعض الأخر عند الحاجة للتخفيف من الأعراض الحادة، من هذه الأدوية:
- كولشيسين: دواء مضاد للالتهابات يؤخذ عن طريقع الفم لمنع وعلاج نوبات النقرس الحادة، يمكن أن يُستخدم بمفرده أو بجانب أدوية أخرى تقلل حمض اليوريك مثل ألوبيورينول، ومن آثاره الجانبية: الإسهال والغثيان وتشنجات البطن.
- الكورتيكوستيرويدات: تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في المفصل، وهى توفر راحة قصيرة المدى للأعراض الحادة، ولا تُستخدم كعلاج مستمر، لأن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وهشاشة العظام، مشاكل في العين، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
- الأدوية التي تقلل من مستويات حمض اليوريك
تمنع هذه الأدوية نوبات النقرس المستقبلية وتساعد في منع تطور الحالة إلى المرحلة المزمنة، وفي الغالب يتم تناول هذه الأدوية مدى الحياة لأن إيقافها يمكن أن يؤدي إلى ظهور نوبات النقرس، ويحدد الطبيب مدى حاجة المريض لتناول هذه الأدوية حسب عدد مرات حدوث نوبات النقرس خلال العام.
يوجد حاليًا خمسة أدوية معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتقليل مستويات حمض اليوريك، هى:
- بروبينسيد Probenecid.
- فيبوكسوستات Uloric (febuxostat).
- ألوبيورينول Zyloprim (allopurinol).
- ليسينوراد (Zurampic (lesinurad.
- بغلوتيكاز Krystexxa (pegloticase).
علاج النقرس بالجراحة
نادرًا ما يتطلب النقرس الجراحة، ويتم التدخل الجراحي فقط في حالة حدوث مضاعفات لدى المرضى الذين عانوا من النقرس لفترة طويلة من الزمن، فمثلًا قد تستلزم بعض الحالات التدخل الجراحي لإزالة العُقد أو الكتل التي تكونت أو لإصلاح المفاصل المتضررة بشدة.
علاج النقرس في المنزل
من الممكن السيطرة على أعراض النقرس أو تخفيف حدتها عن طريق بعض العلاجات المنزلية البسيطة، مثل:
- شرب الكثير من الماء
الإكثار من تناول الماء يساعد في تقليل التورم، حيث يمكن أن تؤدي زيادة استهلاك السوائل إلى تنشيط الكليتين للتخلص من السوائل الزائدة، ما قد يقلل من التورم لدى الشخص المصاب بالنقرس,الماء هو الأفضل، لكن السوائل الصافية الأخرى مثل الشوربة وشاي الأعشاب، تعتبر أيضًا خيارات جيدة، إلى جانب ذلك يُنصح بتجنب الكحول والمشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة عالية من البيورين.
إلا أن الأشخاص الذين يعانوا من قصور القلب الاحتقاني أو أمراض الكلى يجب عليهم استشارة الطبيب قبل زيادة تناول السوائل.
- وضع الثلج على المفاصل المصابة
وضع كيس ثلج مغطى بالقماش على المفصل يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب المرتبط بالنقرس، ويمكن تركه لمدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة للمساعدة في تخفيف الألم.
- تقليل التوتر
يمكن أن يؤدي الضغط النفسي أو التوتر الزائد إلى تفاقم أعراض النقرس، لذلك يجب تجنب مصادر الضغط قدر الإمكان بالإضافة إلى ممارسة الرياضة مثل المشي لمسافات قصيرة، التأمل، كما أن الحصول على قسط كاف من الراحة يمكن أن يساعد في تقليل الضغط النفسي.
- رفع المفاصل المصابة
النقرس يسبب الألم والتورم خاصة في القدمين واليدين والركبتين والكاحلين، إحدى طرق تقليل التورم هى رفع المفاصل المصابة، حيث يشجع ذلك الدم والسوائل على الابتعاد عن المفصل والعودة نحو القلب، ويمكن استخدام كيس الثلج مع الرفع لتخفيف الأعراض.
- تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية
تعتبر الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل إيبوبروفين، نابروكسين الصوديوم، خيارات ممتازة لعلاج الألم وعدم الراحة بسبب النقرس. في حالة تناول هذه الأدوية لا يجب تناول أكثر من الجرعة الموصى بها، مع ضرورة استشارة الطبيب حول ما إذا كانت تتداخل مع الأدوية الأخرى.
- تناول الكرز
يحتوي الكرز على مستويات عالية من الأنثوسيان، وهى مركبات مضادة للالتهاب، ووجد الباحثون أن هناك فوائد مرتبطة بتقليل الأعراض لدى الأشخاص الذين يتناولون الكرز الكامل أو عصير الكرز، وكذلك الأشخاص الذين يتناولون مكملات خلاصة الكرز، واكتشفوا أيضًا تقليل خطر حدوث نوبات النقرس بنسبة 75% عند تناول الكرز مع الأدوية.
- تناول عصير الليمون
وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن إضافة 2 ليمونة طازجة إلى 2 لتر من الماء كل يوم يقلل من حمض اليوريك لدى الأشخاص المصابين بالنقرس، وتوصل الباحثون إلى أن ماء الليمون يساعد في إبطال مفعول حمض اليوريك في الجسم، ما يساعد في تقليل مستوياته.
- تجنب اللحوم عالية البيورين
- تجنب اللحوم عالية البيورين
تحتوي بعض اللحوم على كميات كبيرة من البيورين، لذلك تجنب هذه اللحوم قد يساعد في تقليل أعراض النقرس لدى المريض، ومن اللحوم والأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من البيورين: الديك الرومي، لحم العجل، لحم الغزال، اللحوم العضوية مثل الكبد، سمك الأنشوجة، والسردين.
المصادر: