مرض النقرس التشخيص وطرق العلاج
محتويات المقال:
مرض النقرس التشخيص والعلاج
رغم أن النقرس يسبب التهابًا وألمًا شديدًا في المفاصل التي يصيبها، وربما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، إلا أنه من الممكن السيطرة عليه بدرجة كبيرة من خلال تناول بعض الأدوية إلى جانب إدخال بعض التغييرات في نمط الحياة، لكن لا بد من إجراء بعض الفحوصات أولًا للتأكد من الإصابة بالمرض من عدمه.
تشخيص مرض النقرس
الفحص البدني لدى الطبيب ومعرفة التاريخ المرضي للعائلة يعتبر خطوة أولية لتشخيص النقرس، بعدها يطلب الطبيب المعالج إجراء بعض التحاليل والفحوصات لتأكيد التشخيص المبدئي، هى:
- اختبار حمض اليوريك
يطلب الطبيب في الغالب إجراء فحص دم أو اختبار بول لتقييم مستويات حمض البوليك (اليوريك)، يتضمن اختبار الدم استخدام إبرة لسحب كمية صغيرة من الدم من الوريد ثم فحصها لقياس مستوى حمض البوليك ,أما اختبار البول، يتطلب من المريض جمع البول على مدى يوم واحد، ثم يتم فحص عينة البول لتحديد مستوى حمض اليوريك فيها.
لا يمكن لنتائج هذه الاختبارات وحدها تحديد ما إذا كان المريض مصابًا بالنقرس أم لا، لأن هناك أشخاص يعانون من ارتفاع مستويات حمض اليوريك وقد لا يصابون بالنقرس، لذلك تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات أخرى.
- تحليل السوائل
وجود بلورات اليورات في المفصل المصاب يحدد بشكل قاطع ما إذا كان المريض مصابًا بالنقرس من عدمه، ويتم هذا التحليل من خلال سحب عينة من السوائل في المفصل باستخدام إبرة، ثم يتم فحصها تحت المجهر.
- أشعة إكس
من الممكن أن تكون هناك حاجة لإجراء أشعة إكس في حالات النقرس المتقدمة لتحديد مدى الضرر. في المراحل الأولى من النقرس يكون ترسب اليورات ضئيل للغاية بحيث لا يمكن التقاطه بواسطة تقنيات التصوير هذه، لذلك نادرًا ما تكون أشعة إكس على المفصل مفيدة لتشخيص الحالة مبكرًا، ولكن يمكن أن تساعد الطبيب في تحديد أي عامل أخر قد يكون مسؤولًا عن التهاب المفاصل.
- الموجات فوق الصوتية
تشمل طرق التصوير الإضافية المفيدة للكشف عن النقرس الموجات فوق الصوتية العضلية الهيكلية للمفصل/ المفاصل المتأثرة. نادرًا ما تُستخدم فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب ولكنها مفيدة في حالات النقرس الطويلة الأمد ولكن النادرة التي تصيب العمود الفقري ,من المهم للغاية إجراء تشخيص دقيق لأن النقرس يمكن أن يسبب آلام شديدة في المفاصل المصابة، وقد يؤدي إلى تلفها على المدى الطويل، التدخل المبكر وتناول العلاج المناسب الذي يصفه الطبيب يساعد على تجنب مثل هذه المضاعفات.
علاج مرض النقرس نهائيا
يمكن علاج النقرس والسيطرة عليه، غالبًا تتحسن الأعراض بشكل كبير خلال 24 ساعة بعد بدء العلاج، ومن الممكن منع النوبات بالعلاج المناسب لخفض مستويات حمض اليوريك في الدم وتغيير نمط الحياة عن طريق معالجة عوامل الخطر التي يمكن السيطرة عليها.
يهدف علاج النقرس إلى تخفيف الألم والالتهاب، منع نوبات النقرس المستقبلية التي قد تؤدي إلى تلف المفاصل وظهور كتل أو عُقد فيها بشكل دائم، منع تطور العُقد التي يسببها المرض، منع تلف الكلى من مستويات اليوريت المرتفعة بشكل مزمن.
يعتمد نوع العلاج الموصوف للنقرس على عدة عوامل، هى: عمر المريض، نوع الأدوية التي يتناولها، وظائف الكلى، الصحة العامة، والأمراض المصاحبة الأخرى وبشكل عام، يمكن السيطرة على النقرس عن طريق الأدوية مع بعض العلاجات المنزلية البسيطة، على النحو التالي:
-
علاج النقرس بالأدوية
الأدوية
المستخدمة لعلاج النقرس عبارة عن نوعين، هما: أدوية تعالج نوبة النقرس الحادة، أدوية تمنع نوبات النقرس المستقبلية ومضاعفاته عن طريق خفض حمض البوليك (اليوريك أسيد)
- الأدوية التي تعالج نوبات النقرس
تقلل الأدوية المضادة للالتهابات من الألم والتورم المصاحب للنوبات، بعضها آمن للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى وبعضها الآخر غير آمن، تتمثل هذه الأدوية في:
- كولشيسين: عادة يكون هو الدواء المفضل لنوبات النقرس إذا لم يكن يعاني المريض من نوبات الفشل الكلوي، يستخدم في بعض الأحيان بجرعات منخفضة لفترة طويلة من الوقت للحد من خطر الإصابة بنوبات النقرس المتكررة، في حالة النقرس المزمن.
- الأدوية المضادة للالتهاب غيرالستيرويدية: توصف لعلاج نوبات النقرس المفاجئة إذا كان من غير الممكن تناول دواء كولشيسين، وتقلل هذه الأدوية الالتهاب والألم عادة في غضون ساعات.
تتوفر بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بدون وصفة طبية، مثل إيبوبروفين والصوديوم نابروكسين، أما مضادات الالتهاب غير الستيرويدية القوية مثل إندوميتاسين وسيلكوكسيب يجب أن يصفها الطبيب.
يمكن أن يؤدي تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلى الإصابة بأمراض الكلى بمرور الوقت أو يجعل أمراض الكلى أسوأ، لذلك قد لا يوصى باستخدامها حتى لعلاج نوبات النقرس في حالة الإصابة بأمراض الكلى.
- الكورتيكوستيرويدات (تسمى أيضًا الستيرويد): تعمل عن طريق تقليل الالتهاب والتورم والألم، قد توصف للأشخاص الذين لا يمكنهم تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو كولشيسين، يمكن حقنها في المفصل المصاب أو تناولها في شكل أقراص.
الأدوية التي تخفض مستويات حمض اليوريك (للوقاية من النوبات المستقبلية والمضاعفات) يمكن أن يحتاج بعض المرضى إلى تناول أدوية تعمل على خفض مستويات حمض اليوريك في الدم، مثل: (ألوبيورينول، فيبوكسوستات، بروبينسيد (نادراً)، بغلوتيكاز في الحالات الشديدة) والأكثر شيوعًا هى ألوبيورينول أو فيبوكسوستات، يُنصح بهذه الأدوية للمرضى الذين لديهم ارتفاع حمض البوليك (اليوريك) ونوبات متعددة من النقرس أو حصوات الكلى بسبب حمض اليوريك، الهدف من العلاج هو تقليل مستوى حمض اليوريك إلى أقل من 6 مجم/ ديسيلتر.
-
علاج النقرس في المنزل
إلى جانب العلاج الطبي توجد علاجات طبيعية ومنزلية كثيرة تساعد في السيطرة على أعراض النقرس، مثل:
- فيتامين سي: تشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين سي قد يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك، ففي إحدى الدراسات تناول 184 شخص مكملات فيتامين سي (500 ملليجرام يوميًا) وتناول أخرون دواء وهمي.
بعد شهرين، انخفضت مستويات حمض اليوريك بشكل كبير في الأشخاص الذين يتناولون فيتامين سي وليس في الأشخاص الذين يتناولون الدواء الوهمي. رغم أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن فيتامين سي قد يساعد في منع النقرس أو علاجه، إلا أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل مكملات فيتامين سي.
- الكرز: يعتبر علاج منزلي معروف لمرض النقرس، الكمية الموصى بها عادة تتراوح ما بين نصف كوب إلى رطل واحد من الكرز يوميًا، يتم تناوله عن طريق أكله مباشرة أو خلطه وتخفيفه بالماء لتحضير عصير، وتتوفر مستخلصات الكرز أيضًا في بعض متاجر الأطعمة الصحية.
- النظام الغذائي: رغم أن معظم حمض اليوريك في الجسم مصنوع من استقلاب البيورين الطبيعي، إلا أن تناول الأطعمة الغنية بالبيورين قد يساهم أيضًا في رفع مستويات حمض اليوريك في الجسم، ومن هذه الأطعمة اللحوم وبعض المأكولات البحرية كالسردين والأنشوجة، لذلك يُنصح بعدم تناول مثل هذه الأطعمة أو التقليل منها.
وجدت دراسة شملت 47.150 رجلًا مصابًا بالنقرس أن تناول اللحوم والمأكولات البحرية كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بنوبة النقرس، ارتبطت منتجات الألبان بانخفاض المخاطر.
ربطت نتائج دراسة أخرى بين تناول منتجات الألبان وانخفاض مستويات حمض اليوريك، تحديًدا كان لدى الأشخاص الذين شربوا الحليب مرة واحدة أو أكثر في اليوم، أو الذين تناولوا الزبادي مرة واحدة على الأقل كل يوم مستويات أقل من حمض اليوريك مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا اللبن أو الزبادي.
- علاج النقرس بالزنجبيل
وجدت دراسة أجنبية أجريت عام 2011، أن الزنجبيل عمل كمضاد للالتهابات وقلل من أعراض النقرس في الفئران مثل دواء النقرس الذي يسمى إندوميثاسين، وقد يكون للزنجبيل أيضًا تأثيرات مماثلة على الأشخاص، حيث تشير مقالة نُشرت في مجلة باكستان للتغذية إلى أن دراسة سريرية باستخدام مزيج من الأعشاب بما في ذلك الزنجبيل كان لها تأثيرات مضادة للالتهابات عندما تناولها الأشخاص المصابين بالنقرس.
رغم فوائده المتعددة إلا أنه لا يجب تناول الزنجبيل لعلاج النقرس في حالة الإصابة بأمراض القلب أو اضطرابات النزيف، لأنه يمكن أن يجعل هذه الحالات أسوأ، لا يُنصح بتناوله أيضًا فترة الحمل والرضاعة، بالإضافة إلى أنه قد يتفاعل مع بعض الأدوية، مثل أدوية سيولة الدم وأدوية السكري، حاصرات قنوات الكالسيوم لارتفاع ضغط الدم.
في حالة التأكد من عدم وجود مانع يحول دون استخدام الزنجبيل، فمن الممكن استخدامه في علاج النقرس إما عن طريق تناوله كمشروب من خلال نقع ملعقتين صغيرتين منه لمدة 10 دقائق في الماء المغلي، وتناول 3 أكواب في اليوم، أو عن طريق استخدامه كعلاج موضعي.
يمكن صنع كمادة أو عجينة الزنجبيل عن طريق غلي الماء مع ملعقة كبيرة من الزنجبيل الطازج المبشور، ثم نقع قطعة قماش في الخليط، عندما يبرد يمكن وضع قطعة القماش على المنطقة المصابة لمدة 15 إلى 30 دقيقة مرة واحدة على الأقل يوميًا، من الممكن حدوث تهيج في الجلد لذلك من الأفضل إجراء اختبار على منطقة صغيرة أولًا.
العلاجات الطبيعية والمنزلية الأخرى التي يمكن القيام بها والتي قد تحسن أعراض النقرس، تشمل: فقدان الوزن الزائد، اتباع نظام غذائي منخفض البيورين، التوقف عن تناول الكحول، وضع الثلج على المفصل المصاب.
المصادر: